الصفحة الرئيسية  اقتصاد

اقتصاد كأس " دليس – دانون " في نسختها 18 : أكبر من النتائج الرياضية فهي تغرس في الأطفال قيم الروح الرياضية ومبادئ الإنسانية

نشر في  27 فيفري 2018  (13:47)

 أصبحت  كأس " دليس – دانون "  تقليدا بارزا في بلادنا  تهتمّ  بالأطفال وتعطيهم  الرغبة في مشاركة أترابهم لذّة ممارسة كرة القدم . وقد  برهنت مع مرور السنوات على أنها تجاوزت  التظاهرات الرياضية البحتة  التي لا تضع في اعتبارها سوى النتائج في كافة مراحلها وصولا إلى التتويج النهائي  وأصبحت تتميّز بما هو  أعمق بكثير  من النتائج الزائلة ونعني هنا طبعا  قيم الروح الرياضية ومبادئ الإنسانية  والتفتّح على الآخرين وعلى ثقافاتهم وتجاربهم  ربط صلة التقارب والتحابب معهم   بالإضافة إلى الحماس  المطلوب في كافة التظاهرات الرياضية .  

وعلى هذا الأساس لم تعد  كأس " دليس – دانون "  تقتصر على  جانبها الرياضي الذي  كان   يعتمد أساسا  على الرغبة في  الفوز  بل إنها أعطت أهمية كبرى للروح الرياضية واحترام الذات واحترام الآخرين  .

وبمرور السنين لم يعد ينظر لها  على  أنها الدورة الوحيدة المعترف بها  والموجهة إلى أطفال دون سن الثانية عشرة  بل أصبحت  الدورة الدولية الأكبر التي يشارك فيها سنويا حوالي مليونين و500  ألف طفل   من مختلف أنحاء  العالم إذ تدور وقائعها في 32 بلدا من مختلف القارات  وهي  بالتالي  أكبر تظاهرة عالمية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و 12 سنة .

ويشارك في هذه الدورة من تونس أكثر من 1000 طفل موزعين بين حوالي 400 فريق مدرسي و32 من  الفرق المدنية . وتدور فعالياتها في كافة ولايات الجمهورية .

وتستأنف هذه الدورة نشاطها   في  نسختها 17 على التوالي بداية  من  يوم الجمعة 3  فيفري 2017 بتطاوين  ثم  تحط القافلة رحالها يوم 4 فيفري  بقبلي ... وهكذا دواليك لتجوب كافة ولايات الجمهورية  بالنسبة إلى الفرق المدرسية.

وإضافة إلى ما حققته كأس " دليس -  دانون "  للأمم  من نجاح لدى التلاميذ وأوليائهم ومدرّسيهم  فقد  أعطت بعدا  أخر للرياضة المدرسية حيث  لم تعد تقتصر على المباريات الرياضية  بل أصبح من عاداتها أن تقيم  ورشات  منظمة وموجهة لإرساء مبادئ الروح الرياضية  التي تقوم على احترام المنافس واحترام الحكم  واحترام الجمهور واحترام الذات من خلال  التحكّم في الانفعالات وعدم مناقشة الحكام  وتهنئة المنافس في حال الهزيمة ضدّه إلى جانب غرس أسس التغذية السليمة لدى هؤلاء الأطفال  الناشئين  من خلال مختصّين في التغذية باتوا يرافقون الأطفال خلال كامل مراحل الدورة  ويعلّمونهم كيفية اختيار الغذاء السليم  بكل دقّة وعناية حتى ينتفع الجسم  والعقل معا دون إفراط أو تفريط وعلى أسس علمية وطبية صحيحة .

 وبالإضافة  إلى  كل ما ذكر باتت هذه الدورة  فرصة أسبوعية للتعارف بين أطفال الولاية الواحدة في انتظار النهائيات التي توفّر أيضا فرصة أخرى للتعارف بين أطفال الجهات المختلفة ...  أما النهائيات العالمية فهي الفرصة الأكبر بل الحلم الأكبر الذي بات كافة أطفال العالم يتمنون تحقيقه  حتى من خلال مجرّد الحضور ضمن أحسن الفرق في العالم  بقطع النظر عن النتائج والتتويجات لأن الوصول إلى هذه النهائيات يمثّل وحده تتويجا لهؤلاء الأطفال وحلما قد لا يتحقق في العمر إلا مرة واحدة .

وفي كافة الأحوال  تبقى كأس " دليس – دانون "  للأمم فرصة لاكتشاف المواهب الشابة التي قد يكون لها مستقبل باهر في عالم كرة القدم المحلية أو العالمية  خاصة من بين أولئك الذين لا يسعفهم الحظ خارجها لإظهار ما لديهم من مخزون كروي يمكن أن ينفع في ما بعد الكثير من الفرق المدنية ولم لا المنتخبات علما بأن كافة  اللقاءات  ( تصفيات تمهيدية  ونهائيات )  ستشهد أجواء تنشيطية لإضفاء نوع من المرح والطرافة على الدورة  التي بات ينتظرها الجميع كل سنة بفارغ الصبر.